“صفقة العصر” تهدد مستقبل الأمة كلها،
وكل القوى الوطنية العربية مدعوة للتصدي لـها.
تحت الغيوم الكثيفة للانفجار الرهيب لما سُمِيَّ بالربيع العربي، ومفاعليه مازالت سارية، سعت الولايات المتحدة الأمريكية لاستغلال ثروات وموقع البلدان العربية، وتوظيفها في مشروعها الامبراطوري، لمد نفوذها وسيطرتها على العالم أجمع. وقد تلاقى هذا المشروع مع سياسات وأطماع الكيان الصهيوني، الحليف العضوي للولايات المتحدة الأمريكية. ويشكل مشروع “صفقة العصر” أبرز حلقات تلاقي المشروع الأمريكي والمشروع الصهيوني المكمل له.
صفقة العصر، من الجانب الصهيوني، ترمي لتحقيق المشروع الصهيوني الأصلي، المتطلع لفرض نفوذه وسيطرته ليس على فلسطين، بكاملها من البحر إلى النهر فحسب، ولكن على البلدان العربية جمعاء، وجعلها تابعة له، مثلما هي تابعة للولايات المتحدة الأمريكية.
ونظراً لضخامة أهداف “صفقة العصر” فهي ليست مجرد اتفاقات يتم التوقيع عليها، ولكنها مخططات تتطلب تنفيذ مشاريع كبرى، وخوض صراعات عنيفة، ليس مع الأنظمة العربية، ولكن مع القوى الحية للأمة العربية، ومع القوى المساندة لها، والتي تستشعر وتدرك المخاطر الأساسية التي يمكن أن تنتج عن هذه المخططات والمشاريع على المنطقة والعالم.
كل القوى الوطنية، أينما كانت مواقعها، على امتداد الوطن العربي، مدعوة ومطالبة بالتصدي لهذه المخططات، التي لن تكون نتائجها محددة لمعالم المستقبل العربي فقط وإنما ستترك آثارها، الايجابية والسلبية، على العالم أجمع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* المقال لايعبر بالضرورة عن رأي هيئة التنسيق الوطنية أو عن رأي الموقع، إنما يعبر عن رأي كاتبه.
اترك تعليقا بدون أية روابط