تحوّلات في مشهد المعارضة السورية
وقد غلبت الأحزاب وسادت على القوى الشبابية والمستقلين، في هذين التجمعين المعارضين، برغم ما رافق أيّام سقوط بن علي، ومبارك من تضخيم لدور «الشباب» و«قوّة الشّارع العفويّ» عبر مقولات «موت الأحزاب» و«موت الأيديولوجيات» التي تبنّت الفضائيات وبخاصة (العربية، والجزيرة) ترويجها.
كل الرهانات على التدخل العسكري الخارجي تبخرت وفشلت، كما فشلت رهانات البعض على إسقاط النظام اعتماداً على العمل العسكري. ما أدّى، تدريجياً، إلى بداية ضعف «الإخوان» وحلفائهم الليبراليين، وإلى انحسار وتآكل النفوذ التركي- القطري على المشهد المعارض السوري، بعدما كان هذا النفوذ، برعاية واشنطن، هو الأقوى بين صيفي 2011 و2012. ليبدأ صعود النفوذ السعودي على (الائتلاف) منذ توسّعه، أواخر أيار2013، وعلى التشكيلات العسكرية المعارضة، التي اعتمدتها واشنطن والرياض، في ما سميّ «هيئة الأركان»، منذ أواخر عام 2012.
مع استمرار استنقاع الأزمة السورية، والتكلفة الباهظة، في الأرواح والممتلكات، وازدياد الأعباء المعيشية، إضافةً إلى اصطدام التوقعات بالحسم، لدى طرفي الصراع، بالحائط، زادت الميول نحو التسوية، والحل الوسط، وقد أصبح «التسوويون» هم الغالبية في الجسم الاجتماعي السوري، فيما قوبلت مبادرة الشيخ معاذ الخطيب، في شباط 2013، بالتجاهل من قبل السلطة والمعارضة على حدّ سواء، ولم تثر سوى القليل من الحماسة عند المترددين.
التصنيفات : الأخبـــــار
اترك تعليقا بدون أية روابط