المطامع التركية في سوريا
حسين العودات- السفير
من الواضح أن الشروط التركية هذه هي شروط إذعان وليدة موقف انتهازي دافعه الحاجة لمشاركتها، لكن شروطها هذه أكبر بكثير من حجم مساعداتها المحتملة للتحالف. ولذلك لم توافق عليها الإدارة الأميركية حتى الآن. ويبدو أن هذه المطالب ليست مرتبطة بالحرب ضد «داعش»، بل هي مطامع تركية تستغل الأزمة السورية وتداعياتها، أكثر من ارتباطها بحملات التحالف ضد الإرهاب، كما يبدو أن تركيا ما زالت تضغط على الولايات المتحدة لتحصل على موافقتها على قبول هذه المطالب. ومن المعلوم أن الحكومة التركية كانت تضع على رأس أولوياتها، منذ ثلاث سنوات، تغيير النظام السوري بأي طريقة، وما عملية التحالف ودعوتها للمشاركة إلا مناسبة جديدة لها كي تؤكد مطالبها وتعرض رغباتها. وكان الموقف التركي من الأزمة السورية والنظام السوري تغير منذ أن رفضت السلطة السورية الوساطة التركية لمصالحة «الإخوان المسلمين» السوريين التي عرضها السيد أردوغان في السنة الأولى للأزمة. وقد خاب أمل أردوغان منذ ذلك الوقت وتحول إلى عدو لدود للنظام السوري. وبعد ذلك، سهّلت الحكومة التركية قدوم المسلحين والمتطرفين و«الجهاديين» إلى سوريا، وقدمت لهم مساعدات عديدة وكبيرة منها مساعدات تسليحية، كما فتحت أبوابها للمعارضة السورية وللاجئين السوريين بشكل عام، وضغطت على الولايات المتحدة وعلى بعض الدول الأخرى لمشاركتها العمل على إسقاط النظام السوري. ويبدو أن فرصتها حانت الآن لتجدد مطالبها وتصيغها على شكل شروط ثمناً لتدخلها.
التصنيفات : المقالات
اترك تعليقا بدون أية روابط