من سايكس ـ بيكو إلى حرب المئة عام
“عطا الله السليم – السفير اللبنانية”
بعد نحو أربعة أعوام على بدء أحداث الربيع العربي، تداعت حدود الدول المركزية العربية التي تموضعت جغرافياً بعد اتفاق «سايكس – بيكو» الشهير. في الأصل، لم تعرف الشعوب العربية مخاضاً لولادة كياناتها السياسية ولم تشهد تفاعلاً حضارياً وثقافياً بين مكوّناتها الدينية والطائفية والعشائرية والاثنية، على عكس ما شهدته البلاد الاوروبية التي اتحدت بعد أعوام من الصراع المتعدد الأوجه بين الكنيسة والتيار المدني، الذي أسس لثقافة سياسية قائمة على مدنية العلاقات وضرورة العقد الاجتماعي كإطار ناظم للعلاقة بين المواطن والدولة وبين التيارات الدينية نفسها، تحديداً الكاثوليك من جهة والبروتستنات، بوصفهم يمثلون حركة إصلاحية من جهةٍ أخرى. دار هذا الصراع منذ القرون الوسطى وصولاً الى الثورة الفرنسية العام 1789 التي اعتبرت آنذاك فاتحة عهد أوروبا الحديثة، ثمّ تلاها توحيد ألمانيا في عهد بسمارك العام 1871. اقتنعت المكونات المختلفة للشعوب الاوروبية بأن ما يحميها هو كيانها السياسي القائم على الحقوق المدنية، وعلى عقد اجتماعي يضمن للجميع حقوق المواطنة، بغض النظر عن الانتماء الديني أو الايديولوجي، وظهر في القرن الثامن عشر ما عرف بالقاموس السياسي بـ«الدولة – الامّة» the nation state.
التصنيفات : المقالات
اترك تعليقا بدون أية روابط