عبث البحث عن الإنسان في سوريا!
إذا سلمنا جدلاً بأن طرفي الصراع في سوريا يعملان لمصلحة المواطن السوري مدفوعَين، كلٌّ من وجهة نظره ورؤيته لهذه المصلحة، فقد كان لزاما عليهما أن يتنافسا لكسب ود هذا المواطن واستمالته لطرف أحدهما عبر الطرق التقليدية المتبعة في غير دولة من دول العالم، أو عبر طرق اتبعت في ما مضى وقت السلم ووقت الحرب. وطريقهم لكسب ذلك الود أو لتلك الاستمالة، يكون عادة عبر تشريعات وقوانين ومشاريع يمكن أن يصكها هنا طرف النظام ويضعها موضع التنفيذ باعتباره لا يزال قابضاً على مفاصل الدولة التشريعية والتنفيذية، أقله في المناطق التي حافظ على سيطرته عليها، أو عبر ممارسات أو خطط ورؤى وبرامج للمرحلة التالية يطرحها طرف المعارضة، المسلحة منها أو السلمية، (والتي تسعى لإسقاط النظام)، حول مستقبل سوريا وطبيعة الحكم فيها ومساحة الحرية التي من أجلها خرجت المظاهرات الأولى، علاوة على موقع المواطن الفرد ودوره في المشهد السياسي القادم ضمن هذا الحكم المأمول ونظرة الحكم له أو بالأحرى المكانة التي سيحظى بها في دولة الحرية والكرامة المنشودتين، والممارسة أو التشريعات التي ستكفل له الحفاظ على ما اكتسبه بالدم أو بالصبر على الجوع واللجوء والذل. وما حجم القاعدة التي يمكن أن يتخذها منطلقاً له لتحقيق المزيد والتأسيس لغدٍ مختلف لأبنائه، غد يتناسب وتلك التضحيات التي قدمها.
التصنيفات : المقالات
اترك تعليقا بدون أية روابط