سوريا: الدم المسفوك لا يحتمل مزايدات الساسة
في هذا السياق، كتب ياسين الحاج صالح في»الحياة» قبل أيام ما يأتي، ضمن مناقشته لأخلاقيات الثورة، وتعرضه بعبارات تشكيكية من قبيل « قيل بأنّها…»، لبعض الممارسات الوحشية المنسوبة إلى عناصر المعارضة السورية المسلحة من قتل وتمثيل بالجثث وإلقاء بالأسرى من البنايات الشاهقة، فيقول «الذي لا يدين النظام ويطالب بإسقاطه فوراً فاقد للأهلية الأخلاقية لنقد الثورة أو التحفظ على أشد أفعالها سوءاً». يضعنا الكاتب هنا أمام معادلة خاطئة ولا تخلو من الابتزاز حين يطالب من يريد تسجيل نقده ورفضه لهذه الممارسات الوحشية بأنْ يكون مطالِباً بإسقاط نظام الأسد فوراً، ليحق له، من ثم، توجيه النقد لما قيل إنّها أعمال قتل منسوبة للمعارضة المسلحة. هذه المعادلة تنطوي على جملة مصادرات، فهي تلغي حق النقد غير المشروط لأيّ ممارسات همجية وغير إنسانية أياً كان مصدرها دفاعاً عن الحياة والإنسان. وهي ثانياً، تعلق هذا النقد الصحي والمشروع بشرط الموافقة على دقائق منهج سياسي معين يعتمده فصيل واحد من فصائل المعارضة السورية، وهي هنا المؤيدة والداعية للتدخل العسكري الأجنبي من بين عدّة فصائل بعضها يقاتل النظام بالسلاح أو النشاطات السلمية دون أنْ يدعو الى التدخل العسكري الأجنبي.
التصنيفات : الأخبـــــار
اترك تعليقا بدون أية روابط