من الأستاذ عصام العطّار
لا يجمعُ القلوبَ و الجهود، ويبعثُ الرجاءَ والأمل، ويُحيي العزائمَ والهِمَم، مثلُ عملٍ إيجابيٍّ بطوليٍّ شُجاعٍ بصيرٍ آنَ أوانُهُ، ونَضِجَتْ ظروفُه وبواعثُه، ووجدَ ما تَطَلَّبَهُ من الجهدِ الصادقِ، والتضحياتِ الكبار، وهذا ما رأيناه ورآه العالم كلُّه في ثورةِ شبابنا الفريدةِ العظيمةِ في سورية
ولا يفرِّقُ القلوبَ والجهود، ويميتُ الرجاءَ والأمل، والعزائمَ و الهمم، مثلُ التحرُّكاتِ الجاهلة، والأنانياتِ القاتلة، والنزاعات الصغيرة، والانتهازية الحقيرة، والاشتغالِ وشَغْلِ الناس بالصغائر والتفاهات عن الواجبات
فحافظوا أيها الإخوة السوريون على ثورةِ شبابكم وثورتكم العظيمة، وعلى تَطَوُّرِها البصير السليم، فهي فُرْصَتُكُمُ التاريخيَّةُ للحرية والكرامةِ، والمستقبلِ الكريمِ المأمول على كُلِّ صعيد
الوِحْدَةُ الوطنيَّة
الوحدةُ الوطنيةُ الحقيقيةُ الصادقةُ الواعيةُ ليست ضرورة من ضرورات التحرر و الخلاص من الظلم و الاستبداد و الفساد في بلادنا فحسب؛ و لكنها أيضاً ضرورةٌ من ضروراتِ بناءِ المستقبلِ الحرِّ الزاهرِ الكريم، و الحياةِ المطمئنَّةِ السعيدة، و مواجهةِ تحدياتِ حاضِرِنا و مستقبَلِنا و عالمِنا و عصرِنا.
و المُواطنَةُ عندي كما أفهمها و أُحِسُّها و أُمارِسُها ليست تعايُشاً اضطِرارِيّاً قَسْرِيّاً بين فئاتٍ متبايِنَةٍ من الناس…
المواطنةُ عندي أُسْرَةٌ كبيرةٌ تَجْمَعُها جامعتها الراسِخَةُ المتينةُ من وراء كُلِّ تَبايُنٍ أو خِلاف
المُواطنةُ عندي هي دائرَةُ الجِوارِ الصغيرَةُ الحَميمَةُ بما تَنْطَوي عليه مِنْ مَشاعِرَ و حُقوقٍ و واجِبات و قد اتَّسَعَتْ حَتّى شَمِلَتْ كُلَّ حُدودِ البِلاد
المُواطَنَةُ عِندي رابِطَةٌ حَقيقِيَّةٌ إيجابِيَّةٌ حُلْوَةٌ جامِعَةٌ نافِعَة
المُواطَنَةُ في روحِها تَعارُفٌ و تَآلُفٌ و مَحَبَّةٌ و تَعاطُفٌ و تَكاتُف، و تَعاوُنٌ قَلْبِيٌّ و فِكْرِيٌّ و اجتِماعِيٌّ صادِقٌ في مُخْتَلِفِ المجالات
رُدّوا – أيها الإخوَةُ و المواطنون السوريون الأعزاء – إلى هذه المُواطَنَةِ روحَها و حقيقَتَها و دَوْرَها، فنحنُ أحْوَجُ ما نَكونُ إلى ذلك، ليسَ في هذه الأيّام وحدها؛ و لكن في سائرِ الأيّام.
اترك تعليقا بدون أية روابط